حب الألم واستعذابه: مازوخية جدا؟
طيف الوسواس OCDSD إيذاء الذات Self Harm
الألم
السلام عليكم؛
الرغبة في الألم تكاد تصيبني بالجنون، فأنا أعشقه أحبه أبحث عنه طوال حياتي أحلام يقظتي كانت تتركز فقط على الآلام، كنت أقضي بالعشر ساعات في تخيل كل أنواع الآلام التي يمكن أن تصيبني، مغص كلوي، حقن، صداع قاسي، تعذيب وحشي. وكنت أشعر بمتعة شديدة لذلك ومازلت.
والآن أنا أجرح جسدي لأتمتع برؤية الدماء تسيل من جروحي، أما فكرتي الحالية فهي كي نفسي بالنار، سكين ساخنة أضعها فوق جلدي أو شموع أو عيدان كبريت، أنا أقاوم هذه الفكرة لكني أعلم أنني سأفشل في المقاومة في يوم ما وذلك بسبب المتعة المنتظرة من وراء هذا.
أما آخر ما فعلته اليوم أنني قمت بوضع الملح فوق جروحي لأتمتع بتلك اللسعة العجيبة، بعض أماكن جسدي أصبح بها آثار لأظفاري التي غرستها في جلدي، وفي النهاية هل أنا سادية النزعة أم ماذا؟؟
علما بأنني أعالج من الوسواس القهري منذ 4 سنوات
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا وشكرا على ثقتك، السادية تجاه الذات هي المازوخية، يعني حضرتك مازوخية تمام ربنا يعافيك، فالتلذذ بإيقاع الألم بالآخرين هو السادية بمعناها الواسع سواء اقترن ذلك بالمتعة الجنسية أو لم يقترن، بينما التلذذ بتلقي الألم سواءً من الآخرين أو ذاتيا فهو المازوخية، وأحسب أننا ناقشنا اضطراب المازوخية مرارا ، واقرئي: بحث عن علاج للمازوخية، واقرئي أيضًا ما تقودك إليه من روابط بداخلها.
أنت تعالجين من الوسواس القهري منذ سنوات أربع يعني والحمد لله يفترضُ أن أعراض الوسواس القهري قد زالت عنك، ولكنك ما تزالين على العلاج العقَّاري ربما لأنك لم تتلقي علاجا معرفيا أو سلوكيا، لا أدري إن كان التخمين صحيحا أم لا؟
وعندنا في إفادتك هذه جديدان من المهم أن نشير إليهما:
الأول: هو علاقة اضطراب الوسواس القهري بالمازوخية أو بإيذاء النفس المتكرر أو بـاضطرابات التفضيل الجنسي بوجه عام؟ فهناك في حالتك تواكبٌ بين الوسواس وأي من هذه الاضطرابات وهي مسألة ما تزال تحتاج إلى دراسة علمية لفهم أسباب شيوع مثل هذا النوع من التواكب.
الثاني: هو اضطراب علاقة حضرتك بمن يتولى علاجك أي بالطبيب النفسي الذي يعالجك إلا إن كان من النوع الكيميائي الذي لا يتحدث مع مرضاه إلا قليلا أو إن كنت أنت التي تخفي عن طبيبها النفسي المعالج ما تحكينه لنا!
وهناك سؤال هام أين من تعيشين معهم؟ أين أهلك أو أفراد أسرتك من هذه الحالة أليست هناك آثارٌ واضحة على جسدك؟
أشعر بأن جوانب كثيرة ناقصة في إفادتك هذه وأنصحك بأن تخبري طبيبك المعالج وتابعينا بالتطورات الطيبة.
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وبمتابعتك ، ما زلت إذن بالألم تحلمين وتتلذذين بذلك النوع من التخيلات بل والأفعال التي تؤذين بها جسدك، عافاك الله يا أختي...
هل هناك علاقة بين الوسواس القهري والمازوخية ؟
أضع نفسي الآن في مكانك –فتاة تعالج من الوسواس القهري منذ سنوات أربع عند واحدٍ من أطباء ولم تتحسن وساوسها لأنها لم تطبق العلاج السلوكي بنجاح، ماذا يمكنُ أن يمنعها من إخبار طبيبها المعالج بذلك النوع من التخيلات أو أحلام اليقظة التي تتضمن الألم والعذاب؟؟؟؟ لماذا لم تخبريه بالله عليك لماذا؟إجابة هذا السؤال مهمة لأن من المفيد معرفة ماذا يمكنُ أن تخجلي منه؟ هل تخافين أن توصفي بالجنون؟ أم أن للأمر علاقة بالجنس بشكلٍ أو بآخر؟؟ أريد إجابة لهذه الأسئلة... فهذا ما سألتني فيه نفسي وأنا أحاول وضع نفسي مكان حضرتك!
أحسب أن ما قادتك إليه روابط مشكلة بحث عن علاج للمازوخية، والتي أحلناك إليها في ردنا الأول عليك، قد جعل الصورة واضحة فيما يتعلق بالمازوخية وعلاقتها بالوسواس القهري، وأضيف لك هنا العلاقة بين الوسواس القهري وأحلام اليقظة، لأقول لك أن وضوحك لمعالجك جزءٌ مهم من العلاج لأن إضافة بعض العقَّاقير قد تكونُ واجبة وطبيبك لا يدري! وهذا ما هو حادث في حالتك!
أؤكد لك أنا إذن أهمية مصارحة طبيبك بسلوكيات إيذائك لذاتك فضلا عن تخيلات الألم والعذاب، ولا تضحكي على نفسك بأنها تأتي بصورة نوبات، خاصةً وأن أحلام اليقظة مستمرةٌ والتخيلات وتصحبها متعة تبدو قابلة للتعاظم معك حتى تصل بك لما لا تحمد عقباه من التشوه لا قدر الله.
ما تزال العلاقة بين الألم والمتعة أو الاستمتاع تحيرني وأحاول فهمها.
.. على أنها مفسرة في كثير من أدبيات الطب النفسي، إلا أنني غير مقتنع ما أزال بأي منها خاصة وأنا أحاول التعامل من منطلق سلوكي معرفي ديني علاجي، فقد يكونُ افتراض أن المتعة ترتبط بالألم كاختلاف طبيعي بين البشر أمرا غير مقبول فطريا بالنسبة لي وبالتالي فإن من المهم الإجابة على سؤال كيف يصبح الألمُ الجسدي ممتعا أو حتى تخيله ممتعا؟ كيف.... إلا إذا افترضنا ارتباط الألم باستجابة الجسد لنوع آخر من المثيرات ربما اختلط فيه الألم والمتعة معا ونجد الجنس ومثيراته مثالا واضحا يصلح أن يكونَ ذي علاقة بالموضوع، أي أن التفسير هو أن جزءًا من الطاقة الجنسية والنفسية لديك يستنفذُ في هذا السبيل!أحسب أن الكلام ثقيل عليك ربما أو غير واضح ولا مفهوم، ولكن هي على كل حال أفكارٌ تتشكل داخلي وأنا تحت تأثير سطورك الإليكترونية، لكن ما أود التأكيد عليه هو التالي :
ليس من الفطرة السوية أن نستعذب الألم سواء كان ذلك الألم نفسيا أو جسديا واقعيا أو متخيلا... وهو أي ما تعانين منه مع جسدك- يمثل انحرافا عن الفطرة لابد من علاجه ولا يجوز لك أن تستمرئيه لأن لجسدك عليك حقا كما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
ليس من الصحيح أن يكونَ علاجك من اضطراب الوسواس القهري بعد أربعة سنوات ناقصا لأنك تخفين أجزاء من الحقيقة عن طبيبك المعالج وليست لك حجة مقبولة في الاستمرار إخفائها وقد عرفت من خلال ردنا أنها مهمة في العلاج، وربما من قبل أي من خلال سؤالك لنا، المهم أنك عرفت ولا يصح شرعا أن تعطلي علاجك من المرض بيديك لأي سببٍ من الأسباب، في الأحوال العادية.
غيري إذن هذه الطريقة في التعامل مع أزمتك النفسية وضعي كل شيء في سلة طبيبك المعالج... ولكما من الله التوفيق
تعليقات
إرسال تعليق